في كل بلدة وفي كل مدينة وقرية .. تجد شخصا قلبه معلق بالمساجد لا تفوته صلاة الجماعة أبدا . بل لا تفوته تكبيرة الإحرام ..وذلك رغم أنه يعاني من إعاقة جسدية مزمنة ..
ولكننا نرى كثيرا ممن ينتسبون إلى الإسلام لا يصلون .. وإن صلوا فإنهم لا يقيمونها ولا يراعون أوقاتها وأركانها .. وذلك بالرغم من أنهم يتمتعون بصحة جيدة .ويجدون الوقت الكافي لذلك .. لقد عافاهم الله تعالى مما ابتلى به غيرهم وقد يتكاسلون عن أداء الصلوات في أوقاتها..
أليس هؤلاء ( أصحاب الإعاقات ) حجّة علينا جميعا ( أصحاب المعافاة ) ؟؟؟؟
سأحدثكم عن حالة عجيبة ومؤثرة أخونا ابراهيم تعرّض لحادث مريع نتج عنه بتر أطرافه الأربعة ( يداه ورجلاه )
لكن إعاقته لم تمنعه من الذهاب إلى المسجد وأداء الصلوات في أوقاتها يساعده إخوانه رفقاء الدرب على الجلوس على مقعد كرسيه المتحرك ويدفعونه به .. ذهابا وإيابا . فالجميع يحبّه ويساعده ..
هؤلاء فعلا هم عمّار المساجد الذين يحبّهم الله تعالى ويباهي بهم .. هم الذين قال فيهم : إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ {التوبة/18}
فيا من عافاه الله من هذه الإعاقات وغيرها أين أنتم ؟؟؟؟ ماذا سيكون موقفكم يوم القيامة عندما تشتد الأهوال ونقف جميعا بين يدي العزيز الجبار ثم نؤمر بالسجود ؟؟؟؟
[size=21]يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ {القلم/42} خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ {القلم/43}
فحدثونا عن حالة مشابهة تعرفونها لعلنا نحفز بها بعض الغافلين . ولعل الله يهديهم بها فيتداركون الأمر قبل فوات الأوان ..والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .